من المعروف ان: «دراسة تاريخ العلم وسيلة رئيسية لتطوير اسس العلوم و نظرياتها و إثرائها و توسيع نطاق مشكلاتها و امكاناتها المعرفية»* و حيث ان علم الطب ليس إستثناء عن هذه القاعدة، بل هو الأكثر حاجة للدراسة من حيث انه «تبلور للمعرفة العلمية في إطار ثقافي، نفسي، و اجتماعي و تاريخي»*، فإنه من الواجب بذل جهد علمي في دراسة هذا الجانب.
* انظر كتاب: بنية الثورات العلمية، توماس كون.
من ناحية اخرى، اذا تاريخ اي بلد أو أُمة احد أهم الأجزاء التي تشكل الهوية الثقافية الجامعة لشعبه، و حيث ان التاريخ السياسي قابلٌ للنقد كونه تاريخ الأنظمة الحاكمة، فإن تاريخ الجهود العلمية للأمم هو تاريخ شعوبها الجامع الذي تفتخر بما فيه من منجزات و تتبجل بما تحويه من مفاخر حتى بغض النظر عن سائر العناصر مثل الدين؛ و عليه فإن هذه دراسة تاريخ العلم عموماً و الطب خصوصاً (كونه يلمس حياة الناس) من أهم اجزاء الهوية و القوة الناعمة لأي أمة.
تختص هذه الصفحة بعرض مسائل من تاريخ الطب من جوانب لها تطبيقات اما من حيث تغيير النماذج الارشادية او من حيث الفوائد الثقافية و الاجتماعية.
